مرة أخرى يظهر الفارق بين المدرب البرتغالي الداهية وأي من تابعيه، وهذه المرة يدفع ليوناردو الثمن بخسارة تاريخية على ملعبه في الوقت الذي يواصل ريال مدريد تحرره من العقد.
شتان الفارق بين طموحات إنتر ميلان الهائلة قبل أسبوع واحد من اليوم، وبين الواقع المرير الذي يعيشه فريق النيراتزوري ومدربه البرازيلي ليوناردو، في الوقت الذي يحطم فيه مدرب الفريق السابق جوزيه مورينيو العقد الملكية واحدة تلو الأخرى.
فالكل في إنتر ميلان قبل الأحد الماضي كان يتحدث عن الفوز في الدربي أمام ميلان وكأنه أمر واقع، وكان الكل يتساءل أيهما أفضل لمواجهته في نصف النهائي مانشستر يونايتد أم تشيلسي.
لكن الأزرق والأسود خسر أمام ميلان بثلاثية مهينة لعبا ونتيجة، ثم كانت المذلة أكبر أمام شالكه صاحب المركز الحادي عشر في الدوري الألماني بالخسارة في سان سيرو بخماسية، ليفقد الفريق نظريا اثنين من ألقابه التي يحملها، ولم يعد يتبق له سوى الكأس.
بداية حالمة.. ولكن
وبالرغم من البداية الحالمة لليوناردو مع إنتر وصعوده بالفريق من المركز السابع إلى المنافسة على لقب الدوري، فإن المدرب البرازيلي أثبت فشلا ذريعا في المباريات الكبرى التي خاضها مع الفريق (باستثناء مباراة بايرن ميونيخ في ألمانيا)، حيث خسر أمام يوفنتوس في دربي إيطاليا ثم خسر أمام بايرن ميونيخ في سان سيرو، فخسارة الدربي وأخيرا شالكه الثلاثاء.
ومرة أخرى أثبت مورينيو أنه هو وحده الذي كان النجم في إنتر ميلان ولا أحد غيره.. فها هو ويسلي شنايدر الذي صرخ محتجا على عدم فوزه بالكرة الذهبية للعام الماضي يتحول إلى شبح شنايدر في أيام مورينيو، ودييغو ميليتو الذي كان هدافا مذهلا و"عريس" نهائي دوري الأبطال يتحول إلى حصان عجوز ينتظر رصاصة الرحمة في استسلام.
أما الدليل الأكبر فكان الظهير الأيمن البرازيلي مايكون، الذي تحول من أفضل ظهير أيمن في العالم مع مورينيو إلى الظهير الأسوأ في العالم، ويكفي أن تشاهد مواجهاته أمام غاريث بايل جناح توتنهام لتشفق على حال الظهير الذي كان مطلوبا في ريال مدريد قبل بداية الموسم، وبات أقصى طموحاته أن يبقى في الدوري الإيطالي ولو مع باري!
مورينيو البطل
على الجانب الآخر، نجد أن مورينيو يظهر شخصية البطل مجددا، والبطل ليس الذي يحقق الفوز دوما، وإنما الذي يقوم سريعا من كبوته ويتعلم من أخطائه، وهذا ما أثبته المدرب البرتغالي مجددا هذا الأسبوع.
فجماهير ريال مدريد كانت متخوفة من رد فعل الفريق الملكي أمام الحصان الأسود لدوري الأبطال عقب خسارة الأول أمام سبورتنغ خيخون في سانتياغو برنابيو السبت الماضي، خاصة وأنها كانت تعلم أن أي نتيجة سلبية أخرى تعني موسما جديدا بلا إنجازات.
لكن مورينيو استطاع تهيئة لاعبيه مجددا مثلما يفعل في الأوقات الحرجة، ونجح في حل عقدة جديدة من عقد ريال مدريد بتحقيق الفوز الأول على فريق إنكليزي في المواجهات الست الأخيرة، منهما خسارتين متتاليتين في سانتياغو برنابيو في آخر مواجهتين. وكان مورينيو سبق وأن حل عقدة ليون الفرنسي.
وبرباعية الذهاب، فإن مورينيو ينتظر عمليا مواجهة برشلونة في قبل النهائي، في مواجهة ينتظرها العالم أجمع ومن المؤكد أن نتيجتها ستكون مختلفة عن مباراة الدور الأول في الدوري هذا الموسم.
التاريخ لا يتكرر أمام مورينيو
ولنتيقن من ذلك، يكفي أن نتذكر أن برشلونة سحق إنتر ميلان الموسم الماضي في دور المجموعات وأذاقه هزيمة مذلة بأداء من جانب واحد في كامب نو، لكن مورينيو تعلم سريعا من أخطائه واستطاع أن يعوض في الوقت الأهم، ليتأهل لنهائي دوري الأبطال قبل أن يخطف اللقب متما ثلاثيته التاريخية.
وفي الوقت الذي يذرف عشاق الإنتر الدموع على مورينيو، فإن على جماهير برشلونة وأندية دوري الأبطال أن تحذر من المارد الذي أخرجه الساحر البرتغالي من قمقمه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]